المعداد هو أداة حسابية أساسية استخدمت على مدى قرون، وقد تم استبدالها حاليا على نطاق واسع بالآلات الحاسبة الإلكترونية. ولكن في اليابان لا يزال المعداد يستخدم كوسيلة لتعليم الأطفال العمليات الحسابية الأساسية ولإبقاء عقول كبار السن كما لو أنها في مرحلة الشباب. في هذه المقالة قمنا بزيارة شركة توموي سوروبان اليابانية لنتعرف على الدور المتغير الجديد لأداة العد القديمة.
السوروبان أو الأباكس ( يعني المعداد ) اليباني ، هو أحدالمكونات التي تدخل في الثقافة اليابنية لما يقارق بـ 500 سنة ، قادما من الثقافة الصينية ،في أواسط القرن السادس عشر، لينتشر في آسيا و العالم ، ثم تطور ليلأخذ شكله المستعمل حاليا منذ 1938 .
إن عدد مستعملي السوروبان و كذا عدد المدارس التي أستعملت هذه الالوسيلة في برامجها في تزايد مستمر نظرا لما يشاهد من تأثيرها الإيجابي على ذكاء و تحصيل الأطفال.
السوروبان هو برنامج ياباني الأصل يعتمد على المعداد لإجراء عمليات حسابية مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة . والهدف من البرنامج ليس الحساب في حد ذاته بقدر ما الهدف هو تنشيط فصي الدماغ الأيسر والأيمن وبالتالي الحصول على تطور في الأداء . ولقد اكْتُشِفَ أن الأطفال الذين يتعلمون الحساب بواسطة هذه الآلة هم أكثر ذكاءً من قرنائهم الذين لا يستعملون الوسيلة ذاتها، الأمر الذي لفت نظر أطباء علم نفس الأطفال وخبراء علوم الرياضيات وجعلهم يدرسون هذه الظاهرة، وقد أسفرت دراستهم عن التأثير الفعال والعميق لهذا الأسلوب في تشغيل مراكز خلايا الفصين الأيمن والأيسر لمخ الطفل، مما أدى إلى التفوق الملحوظ في تنمية قدراتهم الذهنية.
الحساب الذهني هو طريقة فريدة لإجراء الحسابات والعمليات الرياضية الأربع الجمع والطرح والضرب والقسمة بسهولة وسرعة عالية , الطريقة ابتكرت في اليابان منذ زمن طول وأعيد إحيائها وبعد إثبات جدوى هذه الطريقة في زيادة التركيز والذكاء لدى الاطفال بشكل خاص أخذت بالإنتشار على مستوى العالم
ويعرف الحساب الذهني على أنه إعطاء الطالب إجابة دقيقة، وصحيحة لمسألة حسابية، سواء أكانت عددية أم لفظية، أو إيجاد ناتج معين دون استخدام الأدوات المساعدة مثل القلم والورقة، أو الآلة الحاسبة؛ أما التقدير التقريبي فيعرف على أنه: إعطاء الطالب إجابة شفوية أو كتابية سريعة لحل المسألة معينة في مجالات الحساب والقياس، وحل المسألة والمقادير والكميات حيث تكون قريبة من الواقع بشكل كافٍ، دون استخدام أدوات القياس . لهذا ظهرت الحاجة في العديد من دول العالم إلى ضرورة إكساب طلبة المرحلة الأساسية لمهارتي الحساب الذهني والتقدير التقريبي، مما يؤدي إلى زيادة ثقة الفرد بنفسه وإعداده للحياة التي يعيشها، كما تهيؤه معرفياً لمواصلة دراسته العلمية(VanDe Walle,1994) . وقد أوصى العديد من الباحثين بتدريس الحساب الذهني والتقدير التقريبي في الرياضيات في المرحلتين الأساسية والثانوية، وفي المساقات الرياضية الجامعية، لأن معظم الأشخاص يستخدمون الحساب الذهني والتقدير التقريبي في حياتهم اليومية( Reys and Reys,1998). وقد حددت وزارة التربية والتعليم في الأردن مجموعة من الأهداف العامة لتدريس الرياضيات في المرحلة الأساسية، ومن بين تلك الأهداف اكتساب الطلبة لمجموعة من المهارات الرياضية اللازمة لهم في حياتهم اليومية، حيث شملت مهارتي الحساب الذهني والتقدير التقريبي (وزارة التربية والتعليم،1991م) .
وقد أشار كلينكت(Kleinknecht,2003 ) إلى تفضيل استخدام الحساب الذهني كخيار أول عند حل المسألة الحسابية، وإن لم يتحقق ذلك، نلجأ إلى استخدام التقدير كخيارٍ ثان ٍ، وأما إذا كان المطلوب هو التوصل إلى إجابة دقيقة لمسألة حسابية تتطلب إجراء عمليات حسابية معقدة، يصبح عندها استخدام الآلة الحاسبة أو الورقة والقلم ضرورياً.كما أشار سودر (Sowder) المشار إليه في (المومني،2004م). إلى أن مهارة الحساب الذهني تتطلب من الطالب استيعاب المفاهيم، وفهمها فهماً واعياً، كما تعطى للطالب المرونة في التعامل مع الاستراتيجيات العديدة المتاحة أمامه لحل مسألة ما.وتتجلى أهمية الحساب الذهني في شعور الطالب بالثقة بالنفس، وكذلك بمهارته في حل المسائل الرياضية، فلا يشعر بأنه مقيدٌ بأدوات القياس والآلة الحاسبة، بل يشعر أنه يستطيع أن يفكر، وأن يتعامل مع الأرقام بكل مرونة، وأن يسيطر على حساباته الشخصية، فالطالب الذي لديه عمليات حسابية ذهنية، يعمل على زيادة فهمه وإدراكه للأعداد، وإجراء العمليات عليها؛ولذلك فالهدف الأساسي من تدريس مهارة الحساب الذهني هو الإسهام في إعداد أفراد قادرين على توجيه تفكيرهم وجهدهم ووقتهم بشكل أفضل أثناء مواجهتهم لمواقف حياتية مختلفة، سواء أكان ذلك داخل المدرسة أم خارجها
فوائد الحساب الذهني :
كما أن تضمين مهارتي الحساب الذهني والتقدير التقريبي في منهاج الرياضيات، لطلبة المرحلة الأساسية يعود لعدة أسباب أهمها :
كما أن أساليب الحساب الذهني تتطور وتتحسن من حيث النوع والكم عبر سنوات الممارسة والتدريب، ويجب أن يبدأ تعلمها من الصف الأول، فالحساب الذهني من الموضوعات الهامة التي يجب على المعلمين مساعدة الأطفال في تقديم أفكار جديدة وتطويرها من خلال التدريب الموجه Mcintosh and Reys,1997;Van De Wall,1994)) .ويوضح كارول(Carroll,1996 ) كيفية تشجيع الطلبة على استخدام مهارة الحساب الذهني، وذلك بتحديد أفضل الأنشطة والوسائل الصفية التي تشجعهم على استخدام الحساب الذهني، ويذكر أن هناك العديد من برامج الحساب الذهني التي تعرض على شكل مجموعة من الدروس غير المترابطة أو المختصرة، التي تركز على أسلوب واحد فقط.